لا يمكنك التقدم خطوات بدون وجود ذلك التحفيز الذي يدفعك بجنون لتحقيق ما يراه البعض مستحيلاً.
هذا التحفيز لا يظل ثابتاً فهو مثل موجات الراديو يعلو وينخفض كثيراً، لكنه حين ينخفض فإنك قد تلتفت وعندها لا يعلو مجدداً ولا تستمر فيما كنت يوماً تحلم بتحقيقه.
لذلك تحتاج إلى وجود بعض الأسباب لتبقى في الحالة المرتفعة دائماً، حتى حين تنخفض ستجعلك تلك الأسباب تعلو سريعاً بحيث تتجنب الخسائر أثناء انخفاض نسبة التحفيز.
اليوم يبدأ بمجرد استيقاظك
ولهذا البداية هي كل شيء ليسير اليوم كما تريد. البداية هي الأساس الذي سيسير يومك عليه طبقاً لما بدأت به في ذلك اليوم.
كأن كل شيء حولك ينظر إليك ويتساءل كيف سيكون يومك؟ حتى تقوم ببعض الأعمال ويكون كل شيئاً كما أردته أن يكون.
فكل ذلك يتحدد من الطريقة التي تعامل فيها بدايات يومك. كل شيء يتعامل معك طبقاً لما يخرج من داخلك، طبقاً للعين التي تنظر بها اليوم.
وجود الأفكار والمشاعر السلبية يعطي انطباعاً لكل ما هو حولك بالتعامل معك على هذا الأساس وهذا بدوره يقوم بإنشاء يوم سيء.
أما إذا بدأته بداية جيدة ونظيفة مليئة بأفكار النجاح والقوة والأعمال التي تنمو بك فهذا يعني بداية جيدة ليوم مليء وشيق لإنجاز ما تريد إنجازه.
أحب الاستمرار حتى أحصل على النتائج التي أريدها ولهذا أهتم جيداً بكيفية تهيئة الصباح للحصول على بداية جيدة، مزاج جيد، عقل وجسم نظيف.
1- لا تمسك الموبايل (الهاتف الذكي)
كما ذكرت في الأعلى بأنك تريد أن تبدأ بمزاج جيد وهذا يخلصك من الأفكار والمشاعر السلبية و يخلصك من البدايات السيئة ليومك.
تجنب فتح الموبايل عند استيقاظك مباشرة وعوضاً عن ذلك قم بروتينك الصباحي الذي تحبه. السعادة والإيجابية والنجاح ينبعون منك ولا من أشياء خارجك.
الأمر صعب خاصة إذا كنت تنتظر بعض الرسائل أو الإشعارات. لكن كل ذلك سيأخذك إلى مكان آخر. اهتم بنفسك جيداً قبل كل شيء وبعدها تستقبل الكل بارتياح ومزاج جيد.
وهذا بالطبع يحسن من ردود أفعالك في كافة المواقف التي ستواجهك في يومك الذي بدأته بطريقة جيدة، لماذا؟
لأنه عندما تكون إيجابياً ولديك مزاج جيد فهذا يعني أنك ستفكر بصفاء وتركيز عالٍ وبمسؤولية أكبر.
2- ابدأ بالصلاة ولا تفكر في شيء آخر
ركز جيداً هنا لأنني كنت أسمع كثيراً عن عبارات مثل "أنت واقف بين يدي الله" و "كن خاشعاً في صلاتك" ولم أكن أمتثل لأمر مثل ذلك.
ولماذا يجب أن أمتثل؟ أشعر في كثير من الأحيان أن هناك شيء فارغ وراء هذا الكلام. ولا أشعر أن من يتحدث بشيء كهذا يشعر بشيء مختلف عني.
حتى بدأت بتذوق ذلك الخشوع، وعندها عرفت أن ذلك شيء لا يمكن وصفه ولا يمكن أن تخبرني بمجرد الكلام ما هو هذا الشعور.
لذلك إذا أردت أن تبدأ يومك بصفاء متخلصاً من الذنوب والسلبيات صلّ دون أن تفكر في شيء (كن خاشعاً في صلاتك).
أنا أؤمن أن الذنوب تفعل شيء في القلب وفيك من الداخل، هناك من يشعر بذلك وهناك من لا يشعر، لكنني أشعر بذلك بقوة.
أخرج جميع الأفكار قبل كلمة "الله أكبر" واجعلها بوابة للاشيء سوى أنك واقف أمام الله الذي يحبك ووهب لك حياتك وحفظ لك رزقك.. خلقك وأكرمك ورفع اسمك.
لا تفكر في أي شيء آخر وأنت في صلاتك أبداً. استقبل القبلة وصلي واسجد فارغ العقل من كل شيء سواه -عز وجل-.
3- ارفع نبضات القلب
الآن جاء وقت رفع نبضات القلب ليمتلئ الجسم بالدم، النشاط، والحيوية ليكون معك فيما ستقوم به بعد ذلك.
مارس بعض التمارين الرياضية كالجري، طلوع/نزول السلم، أو الاستحمام بماء لتقوم برفع نبض القلب وإيصال الدم لجميع أنحاء الجسم الراكد ليبدأ معك.
لا تقم بتناول وجبات دسمة وكبيرة جداً لكي لا تتعب، بل نريد النشاط ولهذا يمكنك تناول بعض البروتينات مع الكربوهيدرات (شوفان بالحليب والعسل)، أو البروتينات مع الدهون الصحية (بيض + زيت زيتون وسلطة).
4- ابدأ بالتخطيط
امسك دفترك الخاص وقلمك للتخطيط وترتيب ما ستقوم به اليوم. قم بترتيب أعمالك ومهامك على حسب الأولوية.
كلما كان العمل كبيراً أضفه في البداية لأنك تكون نشيطاً وقوياً في بداية يومك، وبعدها الأعمال الصغيرة.
واحرص دائماً على تواجد ذلك الدفتر في جيبك دائماً لتكون على اطلاع دائم على ما ستفعل دون تضييع للوقت، لأن العقل قد يذهب بعيداً بسبب ما يحدث بين الصباح والمساء.
وجود دفترك الخاص وقلمك يعني انضباطك وإنهائك لمهامك بشكل سريع والسرعة مهمة جداً لإنهاء الكثير من الأعمال في أقل وقت بجودة عالية.
يمكنك الرجوع إلى تلك اللائحة كلما شعرت بأنك نسيت بعض النقاط التي يجب أن تقوم بها لتشعر بالتحفيز والاستمرار في كل صباح.
أتمنى لك يوماً سعيداً..